الكلاب البوليسية و دورها في التحريات الشرطية و الكشف عن الجرائم و التعرف على المجرنين و كشف المفرقعات و المتفجرات و المخدرات و الأسلحة والذخائر و المعدات و الأدوات المستخدمة في الجرائم و في كشف الحقائق و مدي حخيتها في الاثبات الجنائي 

فى التقرير التالي، يلقى “الناس و القانون ” الضوء على إشكالية في غاية الأهمية هي  الكلاب البوليسية و دورها في التحريات الشرطية و الكشف عن الجرائم و التعرف على المجرنين و كشف المفرقعات و المتفجرات و المخدرات و الأسلحة والذخائر و المعدات و الأدوات المستخدمة في الجرائم و في كشف الحقائق و مدي حخيتها في الاثبات الجنائي .

الإستعراف بواسطة الكلاب البوليسية

الكلاب 

اسمه العلمي ”   Canis lupus familiaris” ، وهو حيوان من الثدييات من فصيلة الكلبيات ” Canida” من اللواحم. الإنسان استأنس الكلاب وروضها من الذئاب التي كانت قد ظهرت منذ 60 مليون سنة، وعاشت مع الانسان طوال 14 ألف سنة، والكلب هو من سلالة الذئاب التي كانت تتجول في أوروبا وآسيا وشمال أمريكا.

الصديق الوفي

 يتصف الكلب بالوفاء، حيث يطلق عليه لقب “الصديق الوفي” ، و “الخل الوفي”، و “أفضل صديق للإنسان” ذلك لأن الكلب يتمتع بمقدره عالية على معرفة صاحبه وتذكره ولوغاب عنه مدة انقطاع طويل.

سلالات الكلاب

الكلاب سلالات كثيرةٌ مختلفة الطباع أستخدمها الانسان في العديد من المهمات، مثل :

 كلاب الحراسة ، وكلاب الصيد ، وكلاب الحقول ، والكلاب البوليسية ، وكلب مرافقة المكفوفين ، وكلاب الرعاة ، وكلب جراي هاوند ، وكلب الزلاقات الذي يستعمل لجر العربات على الجليد .

 مميزات الكلاب البوليسية

الكلاب البوليسية تتميزعن معظم الحيوانات الاخري بشدة وقوة حاسة الشم لديها ، فهناك الكلاب البوليسية المدربة تقدم عدة خدمات للإنسان مثل الحراسة والصيد ، كما استغل الانسان الكلاب في البحث عن المجرمين و المفقودين والهاربين ، حيث يفرز كل إنسان من جسمه رائحة خاصة مميزة به و تختلف عن أجسام الأخر ، وهذة الرائحة تلتصق بالملابس، والأشياء الأخرى التي تلامس أي جزء من ذلك الجسم، وتُبدر بالأرض التي يسيرعليها الإنسان ، كما تذروها الرياح فتحوم في الهواء بكيفية يستدل الكلب بواسطتها على متابعة اتجاه صاحب هذه الرائحة.

لهذا تستخدم الكلاب البوليسية في التحري والكشف عن الجرائم والتعرف على مرتكبيها وفي كشف المفرقعات والمتفجرات والمخدرات والأسلحة والذخائر والمعدات والأدوات المستخدمة في الجريمة او في أي مهمة أخرى تساعد في كشف الحقيقة وخدمة العدالة والمحافظة على الأمن والنظام العام .

قيمة الدليل المتحصل من إستعراف الكلب البوليسي في ميدان التحقيق الجنائي

إن الشريعة الإسلامية الغراء أجازت للقاضي المسلم الإستعراف بالكلب ، واعتباره من القرائن القوية التي يستطيع من خلالها الاستعانة به كدليل إثبات قوي تفعيلاً لمبدأ الأخذ باللوث (اللوث : القرائن الدالة على قتل القاتل ـــ العداوة الظاھرة بین المقتول والمدعى علیه ـــ أن یتفرق جماعة عن قتیل، فیكون ذلك لوثا في حق كل واحد منھم، فإن ادعى الولي على واحد فأنكر كونه مع الجماعة، فالقول قوله مع یمینه) كما يسميه الفقهاء في باب القسامة.

رأينا نحن

نري أن معرفة نبأ الجريمة عن الغير لا يكفى لقيام حالة التلبس ، حيث انه وفقاً للقانون وأحكام محكمة النقض المصرية أن : “التلبس حالة تلازم الجريمة ذاتها لا شخص مرتكبها”، طبقا للطعن بالنقض رقم 29390 لسنة 59 ق ، حيث يجب أن يتلقى مأمورالضبط القضائي نبأ الجريمة عن الغير لا يكفى لقيام حالة التلبس ما دام هو لم يشهد أثرا من أثارها وبحاسة من حواسه الخمس ما ينبئ بذاته عن وقوعها.

ومن ثم فأن أدراك رجل الضبط القضائي للتلبس يجب أن يتم بأحدي حواسه الخمس من شم أو مشاهدة أو لمس.

العلم اليقيني في حالة التلبس

 كما أنه من المقرر كذلك أن إدراك الجريمة في حالة التلبس من قبل رجل الضبط القضائي يجب أن يكون يقينيا لا يقبل الشك أو التأويل – ومن ثم اشتمام الكلب البوليسي رائحة مخدر لا يوفر التلبس، إذ أن رجل الضبط القضائي لم يدرك بنفسه الجريمة بل تلقي نبأ عنها من حيوان (الكلب البوليسي) قد تخطئه حاسة الشم فإن احتمال الخطأ فيها وارد ; الكلام لـ”أشرف فؤاد” المحامي بالنقض.

قضاء محكمة النقض المصرية و استعراف الكلب البوليس

قد إطرد قضاء محكمة النقض المصرية علي أن استعراف الكلب البوليس مجرد دلائل على الاتهام تتعزز بها الأدلة، وذلك لأنها وسيلة لا تبلغ اليقين، لأن احتمال الخطأ فيها وارد والتلبس لا يثبت بالظن والشك بل باليقين.

كما أكد قضاءً محكمة النقض المصرية كذلك بأنه “لا مانع من استخدامها في مجال التحقيق الجنائي كوسيلة من وسائل الاستدلال والكشف عن الجانيين ولا مانع من أن يعزز القاضي بذلك ما بين يديه من أدلة ” ، كما قضت أيضا بأنه ” من المقرر أن إستعراف الكلب البوليسي لا يعدو أن يكون قرينة في الدعوى دون أن يأخذ كدليل أساسي على ثبوت التهمة ” .

قد أكدت محكمة النقض المصرية أن :

“التفتيش الذي يجريه مأموري الضبط القضائي تأمينًا للمطارات والممرات البحرية الدولية والأنفاق عبر قناة السويس تأمينًا لها من حوادث الإرهاب باعتبارها مناطق حدودية وحماية للأمن القومي للوطن، وهو إجراء تحفظي لا يلزم لإجرائه أدلة كافية أو إذن سابق من سلطة التحقيق ولا يمنع إجراءه حتى ولو كان الشخص الواقع عليه يتمتع بصفة الحصانة أيًا كانت نوعها، وشخص المتمتع بها وصفته، طالما أنه كان في حالة مرور من هذه المناطق، وتم دون تعسف ومن ثم جواز التعويل على ما يسفر عنه هذا التفتيش من أدلة، وأن فحص سيارة الطاعن من كلب الحراسة حال مروره من منطقة حدودية وسقوط جوهر الحشيش المخدر عقب انقضاضه على حقيبة وتمزيقها واستكمال تفتيش باقي الطاعنين والسيارة صحيح قانوناً وأن استناد الحكم لتقرير قانوني خاطئ هو رضاء الطاعن بالتفتيش أو توافر مظاهر خارجية لارتكاب الجريمة – لا يعيبه – ما دامت النتيجة التي خلص إليها تتفق والتطبيق القانوني السليم، وذلك طبقا للطعن رقم 13623 لسنة 87 قضائية”.

دور المشرع المصري في استعراف الكلب

المشرع المصري قد ساير غالبية التشريعات العربية التي تركت هذه المسألة بدون تنظيم بل جعلت القواعد العامة هي الكفيلة بتنظيمها والسير على هديها ، لاسيما وان استخدام الكلاب البوليسية لا يعد دليلا مستقلا من أدلة الإثبات فهو لا يعد أكثر من قرينة بحاجة إلى ما يعززها من أدلة.

 مهام الكلاب البوليسية

تستخدم الكلاب البوليسية لأداء المهام الآتية:

1 ــ  حراسة الأشخاص والمنازل والمنشآت لإجراء هذه العملية في سبيل تشخيص الجاني ، حيث يؤتى بالأثر الذي تركه الجاني في مسرح الجريمة ويعرض للكلب ليتحقق من رائحته أو يؤتى بالكلب إلى محل الحادثة لشم آثار الجاني المتروكة ،

2 ــ  البحث عن الأموال المسروقة ومعرفة مكان إخفائها، إذ يشم الكلب رائحة الأثر الذي تركه الجاني في محل الحادثة ثم يعقب أثر الرائحة إلى أن يصل إلى المكان الذي اخفي فيه السارق الأموال المسروقة .

3  ــ  تتبع وتعقيب الهاربين مرتكبي جرائم القتل والسرقة والتهرب وغيرها ويكون ذلك بعد أن يشم الكلب الأثر مستعيناً بالرائحة التي تنبعث منه وتبقى منتشرة في الفضاء.

طابور العرض “العرض القانوني”حيث يوضع المتهم مع ثمانية أشخاص آخرين ويصفون بحيث يجلس واحد خلف الآخر وبين كل منهم مسافة خطوة تقريباً، ثم يمر الكلب بينهم ليتعرف على صاحب الرائحة أن وجد ، ويلجأ المحقق عادة إلى اختبار الكلب قبل عملية الإستعراف على المتهم .

واجبات المحقق عند إستخدام الكلب البوليسي

 إن الصفات التكوينية للكلاب البوليسية التي تتمتع بها ، لا تكفي وحدها في أداء المهام المخصصة لها وإنما ينبغي على المحقق مراعاة الأمور الآتية:

1 ــ تحريز الأشياء بصورة محكمة لعرضها على الكلب البوليسي ، والتعاون مع مدرب الكلب وإحاطته علما بظروف الحادثة لتوجيه الكلب حسب الخطة المرسومة .

2 ــ يكون تحريز كل شيء على حدة وإلا يجمع مادتين إذ قد تكون متلقتين بشخصين مختلفتين مما يفسد مهمة الكلب .

3 ــ تأجيل مهمة الخبراء الفنيين كخبراء طبعات الأصابع والأقدام وغيرهم في معالجة الآثار بالوسائل الفنية لحين شمها من قبل الكلب للحيلولة دون اختلاط روائحهم مع رائحة الجاني .

4 ــ  المحافظة على الآثار الثابتة وتغطيتها لحين حضور الكلب البوليس .

5 ــ تنظيم محاضر تحقيقية لعملية الإستعراف على المتهم أو تعقيب أثر الجريمة والجاني من قبل الكلب البوليسي والتوقيع عليها من قبل المحقق ومدرب الكلب وشاهدين. 

د ــ إعتراف المتهم عَقِب إستعراف الكلب البوليسي عليه.

إذا اعترف المتهم بارتكاب الجريمة إثر استعراف الكلب البوليسي عليه فأن الأمر لا يخرج عن احد الافتراضين الآتيين:

1 ــ  أن يكون إعترافه قد صدر طواعيةً واختياراً ، في هذه الحالة فإن إعترافه لا يعول عليه إلا إذا كان صادرا عن المتهم بإرادته ، ومن باب أولى يعد الإعتراف صحيحا إذا كان قد صدر منه إثر إبلاغه باستدعائه لعرضه على الكلب البوليسي ، ذلك إن مجرد تخوف المتهم واعترافه بارتكاب الجريمة بعد استدعائه لا يحمل معنى التهديد او الإرهاب ما دام هذا الإجراء قد تم بأمر المحقق وبقصد إظهار الحقيقة .

2 ــ أن يكون الإعتراف قد صدر منه نتيجة إكراه مادي او معنوي ، في هذه الحالة قد يتعرض المتهم لهجوم الكلب عليه وتمزيق ملابسه وتسبيب الأذى له فلا يعول على هذا الإعتراف ، فالإكراه المادي يتمثل في أذى يطال جسم المتهم فيعترف بتأثير هذا الأذى .

 هل يثبت التلبس من ادعاء اشتمام الكلب البوليسى رائحة المخدر؟

الجنايات أجازت ثبوت التلبس بالكلب البوليسي.. والنقض تتجنب الإدلاء بدلوها فى الإشكالية.. وتؤكد: تلقى نبأ الجريمة عن الغير لا يكفى لقيام حالة التلبس

هل يثبت التلبس من ادعاء اشتمام الكلب البوليسى رائحة المخدر؟.. الجنايات أجازت ثبوت التلبس بالكلب البوليسي.. والنقض تتجنب الإدلاء بدلوها فى الإشكالية.. وتؤكد: تلقى نبأ الجريمة عن الغير لا يكفى لقيام حالة التلبس.

يجرى استخدام الكلاب البوليسية من قبل مأموري الضبط القضائي فى أعمال الاستدلال للكشف عن الجرائم والتعرف على مرتكبيها، وكشف المرفقعات والمتفجرات والمخدرات، أو الأسلحة والذخائر والمعدات والأدوات المستخدمة فى الجريمة المرتكبة، أو أي مهمة أخرى تساعد فى كشف الحقيقة وخدمة العدالة، والمحافظة على الأمن والنظام العام.

ويرى البعض أن استخدام الكلاب البوليسية مشروعاَ إذا لم يجبر المتهم على الاعتراف، أما إذا استخدمت في تعذيبه أو إهانته، فإن الاستخدام في هذه الحالة يفتقر إلى المشروعية – ليس هذا فحسب – وإنما هنالك أسس وضوابط علمية وعملية ينبغي توافرها في الكلب البوليسي لغايات جواز استخدامه في الاستدلال منها أن تكون مدربة وغير مجهده، أو مريضة، أو في حالة هياج وشراسة. 

هل يثبت التلبس من ادعاء اشتمام الكلب البوليسي رائحة المخدر؟

ويعد استعراف الكلب البوليسي على المتهم، أو السلاح أو الأدوات، أو المضبوطات قرينة، غير أن هذه القرينة لا تكفى وحدها للإدانة، فلا بد من تعزيزها بدليل أخر، ويكون اعتراف المتهم طواعية واختياراَ عقب تعرف الكلب البوليسي عليه صحيحاَ، وله وزن وقيمة فى الإثبات، أما اعترافه جراء هجوم الكلب عليه وتمزيق ملابسه، أو عقره فيعد باطلاَ، فهذه الكلاب البوليسية لا تستخدم عبثاَ ودون مبرر أو داع، بل هنالك مجالات واسعة وفضفاضة تستخدم فيها، وتد الكلاب البوليسية من قبيل الوسائل والأساليب الحديثة فى التحقيق.

 هل يثبت التلبس من ادعاء اشتمام الكلب البوليسي رائحة المخدر؟

بعد أن بات الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة للكشف عن الجرائم لاسيما في حيازة وإحراز المفرقعات والمخدرات أمرا شائعا، ولقد أثير التساؤل ولا يزال حول مدي أمكانية ثبوت التلبس بما يخوله لرجل الضبط القضائي من مكنات القبض والتفتيش من خلال الكلاب البوليسية، ولم تدل محكمة النقض بعد علي حد ما نعلم برأي صريح في تلك المشكلة – بحسب أستاذ القانون الجنائي والمحامى بالنقض أشرف فؤاد .

القضاء أجاز ثبوت التلبس بالكلب البوليسي

محكمة الجنايات رأت توافر حالة التلبس لوجود مظاهر خارجية تمثلت في نباح الكلب المدرب علي كشف المخدر، وصوبت التفتيش استنادا إلى ذلك ودانت المتهم، فطعن في الحكم أمام محكمة النقض وكان من ضمن أوجه الطعن بطلان الضبط والتفتيش لانتفاء التلبس، غير أن محكمة النقض رفضت هذا الوجه من الطعن، وأقرت التفتيش، ولكن التمست له مبرر وسند آخر غير التلبس وهو كونه تفتيش إداري حدودي لا يتقيد بضمانات التفتيش الواردة في قانون الإجراءات الجنائية.

  القضاء لا يري باسا من ثبوت التلبس من خلال اشتمام كلب بوليسي مدرب

إن القضاء لا يري باسا من ثبوت التلبس من خلال اشتمام كلب بوليسي مدرب علي كشف المخدر، إذ سبق وأن عُرض علي أحدي محكمة الجنايات واقعة انتهت فيها إلي ثبوت حالة التلبس من خلال كلب بوليسي مدرب علي الكشف عن المخدر كان فيها أحد الضباط في كمين حدودي قد استوقف سيارة المتهم، وطلب من مرافقة أمين الشرطة الكشف عن السيارة، فقام الأخير بجعل الكلب – هيرو – يمر حول السيارة إلى أن توقف أمام الباب الخلفي الأيسر وأخذ في النباح بشدة، وهنا طلب الضابط من المتهم الأول فتح أبواب السيارة وإنزال مستقليها وعند فتح الباب المواجه للكلب هجم على الحقيبة الموجودة على المقعد الخلفي الأيسر وأطبق عليها بأسنانه، وجذبها عنوة إلى خارج السيارة، فتمزقت أحشاؤها وسقطت منها قطع من جوهر الحشيش المخدر وقام بتفتيش السيارة فعثر على مخدرات وطلقات آلية – وفقا لـ”أشرف فؤاد”.